top of page
بحث

خريطة كنوز للبحر الذي ليس له شواطئ، أو: سبر أغوار الفضاء الدلالي.

  • صورة الكاتب: Mirko Vogel
    Mirko Vogel
  • 27 يونيو
  • 4 دقيقة قراءة

لم يشاهَد سمكٌ يسبح في اللغة العربية قط، لذا عندما نقول أن "العربية بحر"، فإن وجه التشبيه ليس بالتأكيد أن الحيوانات ذات الخياشيم يمكنها التنفس هناك. يُفهم القول عادةً بمعنى أن اللغة العربية لامتناهية¹ كمحيط بلا سواحل، لكن هذه الصورة قد تحمل معنى أعمق من ذلك.



تفسير بديل لاستعارة المحيط


إذا تخيلنا أن كل قطرة من ذلك المحيط تمثل تعبيرًا عربيًا، فمن المتوقع أن تكون "💧عشق" و "💧محبة" قريبتين جدًا من بعضهما البعض، و "💧لطف" قريبة نسبيًا منهما،بينما تكون "💧كراهية" بعيدة كل البعد.



الشيء نفسه ينطبق على التعبيرات المكونة من عدة كلمات، فيجب أن يكون المرادفين "💧حجة مقنع" و "💧سبب وجيه" قريبين، تمامًا مثل المرادفين "💧سبب وهمي" و "💧حجة واهية"، مع وجود بعض المسافة بين هاتين المجموعتين.



خريطة كنوز (مجازية)


حتى المحيطات العادية ذات الحدود الواضحة يمكن القول بأنها تحتوي على عدد لا نهائي من قطرات الماء، فماذا عن محيط بلا سواحل؟ يكثر عدد القطرات فيه لدرجة يصعب معها العثور على أي شيء؛ نحن نغرق حرفيًا في الكلمات.


لحسن الحظ، يمكننا الاعتماد على آلاف السنين من الخبرة البشرية في العثور على الكنوز في البحر واستخدام الأداة الأنسب لهذا الغرض: خريطة كنوز. لذا، إذا كنت ترغب في وصف ابتسامة، فقد ترشدك الخريطة التالية إلى الكنوز التي تبحث عنها.



من المجاز إلى غرفة المحرك


فكرة أن العبارات لها "موقع جغرافي" ويمكن العثور عليها باستخدام الخرائط لا تعمل كمجاز فحسب، بل تعمل في الواقع اليومي. إذا وصلت إلى هذه الصفحة باستخدام بحث جوجل، فقد عملت هذه التكنولوجيا للتو من أجلك. منذ بضع سنوات، لم تعد محركات البحث تستخدم الكلمات التي كتبتها للبحث عنها مباشرة، بل تحولها أول إلى موقع في فضاء افتراضي تطلق عليه تمسية "الفضاء الدلالي" ويتجاوز عدد أبعاده بكثير الأبعاد الثلاثة التي اعتدنا عليها. ولكل صفحة ويب موقع خاص بها في هذا الفضاء الدلالي أيضًا، مما يمكّن محرك البحث من عرض الصفحات القريبة من كلمات بحثك.


بالطبع، تحتاج هذه التكنولوجيا إلى التكيف مع غرضنا البحري، حيث يختلف البحث في الإنترنت عن البحث في بحر اللغة العربية. أما العنصر الأهم في هذا السياق هو التشكيل، حيث تكون العبارات القصيرة غامضة بدونه². لا تتضح معناها إلى في سياق الجملة، فكيف يمكننا معرفة ما إذا كانت "أزمة دين" تشير إلى أزمة دينية أم أزمة ائتمان³؟



حاليًا، يستخدم مريجع هذه التكنولوجيا للبحث عن المتواردات اللفظية، ولكن بمجرد أن تصبح أكثر نضجًا، سنقوم بتوظيفها لأغراض أخرى مثل تصنيف المتواردات والأفكار.



البحث باللغة العربية


لنبدأ استكشاف الفضاء الدلالي بالبحث عن "استغل فرصة" والتي تعد، وفقًا للمصطلحات المحددة في "البدائل الصرفية: فكرة واحدة بأشكال متعددة"، فكرة متأثر-حدث، لأن الاسم "فرصة" يقع عليه الحدث "استغلال".



وبما أن الفضاء الدلالي مصمم لتمثيل المعنى لا الشكل، فليس من المستغرب أن نرى أن البدائل الصرفية لنفس المتواردة متقاربة، على سبيل المثال، تم نرى كلًا من "انتهز فرصة" و "انتهاز فرصة" في نتائج البحث.


لفهم مدى تجريد الشكل اللغوي للأفكار، يمكننا البحث عن "ضاعت الفرصة" وهي فكرة مؤثر-حدث، حيث يقوم الاسم "فرصة" بفعل "الضياع". لا نجد "فاتت فرصة" (فكرة مؤثر-حدث أخرى) فحسب، بل أيضًا أفكار متأثر-حدق مقابلة: "فقد فرصة" و "ضيّع فرصة" و "فوت فرصة".


تفضل لاكتشاف هذه التكنولوجية. بنفسك من خلال البحث عن "أرهف السمع”, "انتهت الصلاحية" أو "ابتسامة مشرقة”، مثلًا.

علينا أن نعترف بأن الفضاء الدلالي لمريجع لا يزال في مرحلة مبكرة من التطوير، مما يجعله عرضة للأخطاء. كمثال على ذلك، البحث عن "أخلف وعد" ينتج حاليًا (من بين نتائج أخرى معقولة) المتواردة "وفى بوعد" التي تحمل معنى معاكسًا!



البحث باللغة الإنجليزية

بما أن فضاءنا الدلالي يمثل المعنى، وليس الشكل، فمن السهل جدًا توسيع المفهوم ليشمل لغات متعددة. وبما أن "overcome an obstacle" و "تجاوز عقبة" تعبران عن الفكرة نفسها، فيجب أن تشغلا نفس الموقع تقريبًا — وهذا ما يحدث بالفعل.



في الوقت الحالي، يعمل الفضاء الدلالي لمريجع بشكل جيد نسبيًا للغة الإنجليزية، على الرغم من أن البحث بلغات أخرى يمكن أن يسفر أحيانًا عن نتائج ذات معنى أيضًا. يمكنك تجربة “bright smile”, “make a suggestion” أو “listen attentively”.


الملاحظة المذكورة أعلاه حول كون الفضاء الدلالي لمريجع لا يزال في مرحلة مبكرة من التطوير تنطبق على التعبيرات الإنجليزية بشكل أكبر. فعند البحث عن "forced smile" مثلًا، نجد "ابتسامة ماكرة" ولا نجد المقابل العربي الصحيح، "ابتسامة صفراء"، مع أنه موجود في مدونة مريجع وحتى بضعف تردد "ابتسامة ماكرة".


رغم ذلك، من الضروري إدراك عدم وجود ترجمة ضمن هذه العملية. يتم استخدام التعبير الإنجليزي فقط لوضع علامة على خريطة كنوزنا، بينما تكون الكنوز نفسها عربية أصيلة.



وبالتالي، قد لا تعبر المتواردات التي تعثر عليها من خلال البحث باللغة الإنجليزية عن الفكرة التي ترغب في التعبير عنها، ولكنها حتمًا عربية أصيلة، مستخرجة من مصادر عربية أصلية. وهذا يعني: لا وجود لـ "لغة ترجمة" كما نجدها أحيانًا في قواعد النصوص المترجمة مثل Reverso Context، ولا وجود لظاهرة هلوسة الذكاء الاصطناعي أيضًا.



ملاحظة ختامية


في مريجع، نؤمن بأن الإبحار في بحر اللغة العربية يمكن أن يكون متعة كبيرة، ونعمل باستمرار على تحسين أداتنا لركوب أمواجها. نقدر ملاحظاتك عبر البريد الإلكتروني، أو على X، أو عبر استمارة التقييم!


إذا كنت تريد/ين أن نبقيك على اطلاع على تطور مريجع، يرجى الاشتراك في القائمة البريدية لدينا أو متابعتنا على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا!


  1. من المنطقي جدًا — من الناحية الرياضية على الأقل، الافتراض أن عدد الكلمات في أي لغة لا نهائي. انظر: "كم عدد الكلمات الموجودة" لعالم الرياضيات أندراس كورناي (المقال باللغة الإنجليزية)

  2. على حد علمنا، نموذجنا هو أول نموذج فضاء دلالي لللغى العربية المشكلة. جميع النماذج الأخرى صممت من أجل التعامل مع الجمل، حيث نادرًا ما تكون علامات التشكيل ضرورية لحل الغموض.

  3. علبنا أن نعترف بأن المحلل الآلي لمريجع لا يزال يواجه صعوبة في التمييز بين كلمتي "الدِّين" و "الدَّين"، حتى عندما تكون ضمن سياق الجملة.

  4. جرب البحث عن "surmonter des difficultés“ (بالفرنسية) أو "scharfe Kritik“ (بالألمانية).

 
 
 

Comments


للاتصال بنا:

 

mail@muraija.com

انضموا إلى قائمتنا البريدية

شكرًا للانضمام

bottom of page